وماذا بعد الفرحه؟
هل أنتهي كل شيء الان ؟ وهل ستعود الأمور كما كانت ؟ هل سنكتفي بعد كل هذه
الفرحه العارمه والصياح بأن ننزوي ونهدأ وننتظر لعل أحدهم يفكر بعد سنه أو
أثنتين في هز شجرة السعادة لتساقط علينا بعض وريقات الفرحه من جديد ؟
أسئله أرقتني وزرعت بعض الحسره وكثيرا من الحيره في قلبي ، يا ساده لنتعلم
أن نستفيد من تجاربنا فالأنسان بما حباه الله من عقل هو المخلوق الوحيد
الذي كتب تاريخه ، وهو لم يسجله لمجرد أن يثبت إنه قادر علي التسجيل والحفظ
بل ليستفيد من تاريخه ، ويتعظ من تجاربه ، نحن أمة - حين كنا نجيد قراءة
تاريخنا جيدا - من العظماء ، وحين غفلنا أو تغافلنا عن هذا بفعل الدعوات
التشرزميه من قبل بعض من أرادوا تحقيق مصالح شخصيه وبطولات وهميه علي حساب
هذه الأمه تفرق شملنا وتبعثرت وحدتنا وذهب كل منا في إتجاه وضعفت شوكتنا ،
ولحقنا الذل والهوان ،
لعلي حين فكرت في إجابة علي أسئلتي وجدتني أمام عدة مستويات ، فعلي
المستوي البسيط والمباشر فإنني أري أن هذا النجاح الذي تحقق لا يجب أن يطوي
كسابقه بل يجب المحافظه علي هذا الزخم ووضع خطه مناسبه لهذا الفريق الذي
حقق إنجازا غير مسبوق ليستمر نهج النجاح الذي سلكه فيجب وضع خطه تدريبيه
ومباريات تجريبيه منتظمه توفر الإحتكاك المطلوب وتحافظ علي منظومه التناغم
بين أفراد هذا الفريق إستعدادا لأي بطولات قادمه ، وتكون تلك لبنه للعمل
المنظم والتخطيط المسبق يعتمدها أي فريق رياضي في أمتنا للحفاظ علي حظوظنا
من النجاح والتفوق دوما ،
أما إذا انتقلنا إلي مستوي أعلي فإن دراسة ما حدث بالنسبه لنجاح تلك
المجموعه في الإستمرار لمده تناهز الخمس سنوات علي خطي النجاح يجب أن تتم
بأسلوب علمي ويستخلص منها العبر والأسباب ويلخص كل هذا بأسلوب علمي في
روشته علاج توضع بين أيدي الجميع ليستفاد منها سواء علي المستوي الرياضي أو
المهني خاصة فيما يخص المجالات الحكوميه فهذا فريق يتبع إتحاد رسمي للدوله
ورغم هذا حقق نجاح لأنه اعتمد معايير مختلفه من الألتزام والأجتهاد
والأخلاص ، ونحي جانبا معايير المجامله والرياء ، وقد أبتعد عن مغازلة
الاعلام وأكتفي بالتركيز علي ما يريد تحقيقه فكان له ما أراد لأن الله لا
يضيع أجر من أحسن عملا سواء في دنيانا أو آخرتنا ،
ونرتقي قليلا لنري الصورة الأوضح والمعني الأجل فنحن نجحنا في لعبه بسيطه
، فوقف العالم وقفة إحترام وتقدير لهذا النجاح ، ألا يعني هذا أن النجاح
يمثل الكثير ويعيد لنا بعض الهيبه التي خسرناها ونحن تابعين أذلاء في كافة
المجالات ، ألا يمثل هذا النجاح بردات الفعل تجاهه حافزا لنا كأمه اشاد
المعنين في مجال الرياضه بنجاح أبنائها ، بأن نحاول ونجتهد ونضع الخطط
الطموحه لتحقيق نجاحات في مجلات أكثر تأثير علي حياة شعوب أمتنا ونجتهد
لنحقق النجاح بسواعد وأيدي ابنائنا ، لعلنا نستعيد هيبتنا ونملك مقدراتنا ،
ونقرر مصيرنا بأنفسنا بعدما أصبحنا تابعين نستجدي الجميع غذاء وسلاحا
ومعونات ،
قد يظن البعض أني أغالي فأربط بين الحصول علي بطوله في كرة القدم وسياسه
أمه ، لكن هذا غير صحيح فأنا أربط بين ماحدث كقاعده محدده وواضحه للنجاح
بأسبابه ونتائجه التي أتت وتحققت حين طبقنا نموزج خلي من شوائب الفساد التي
كانت تحبط أي محاوله للنجاح فيما سبق ، وبين بحثنا الدائم عن طريقه لتحقيق
تقدم ونجاح في خطط أمتنا لرفع معيشة أبنائها وإستعادة أمجادها كأمه عظيمه
كان يشار إليها بالبنان ذات يوم ، أي أن ما يعنينا هو الطريقه التي حدث بها
هذا النجاح ومحاوله وضع نموزج يحتذي به ، وضع أسس ومعايير ننتهجها حين
نفكر في إنجاح أي مشروع أو تحقيق أي هدف ،
حين لم يفكر هذا الجهاز في نجومية أحد وأعتمد القدرات والأخلاص والعطاء
كمعايير ، تم له ما أراد ، ونحن كأفراد ومؤسسات بل وكدول تمثل لبنات أمتنا
بحاجه لتطبيق تلك المعايير لا فرق بين فرد وأخر ولا مؤسسه وأخري بل لا توجد
دول صغيره وأخري كبيره تتباهي بشعبها او مساحاتها او حتي ثرواتها ، ويجب
أن نعلم جميعا أن عدل الله قد ساوى بين الجميع فمنح كل فرد قدرات مساويه
للاخر ومنح كل دوله ما يجعلها متميزه في مجال معين ، ولحكمه يعلمها الله ،
والمتفكر بعقليه متفتحه يري أننا لو تكاتفنا جميعا بعيدا عن أي أطماع أو
أحقاد ، ووضعنا نصب أعيننا خريطه للتقدم والتنميه وركزنا علي زرع الفرحه في
عيون أبناء الأمه بأخلاص وجد لنجحنا ،
لا معني لأي فرحه تمر علي الشفاة لبضع أيام ثم تطغي بعدها سحب اليأس والحزن
علي قسمات الوجوه ، لقد شقي أبناء الأمه بما فيه الكفايه ، وحان وقت نزرع
فيه الفرح في كل ركن من أركان بيوت أبناء الأمه ، لنتكاتف كشعوب ونتعاون
كأفراد وننقترب من بعضنا البعض ، طالما فشلت كل الحكومات والزعامات في
تحقيق هذا تارة لتعارضه مع مصالحها الشخصيه وتارة لعدم فهمها أن هذا
التعاضد سيعود بالخير علي الجميع وأولهم تلك الحكومات والزعامات ويكفي إنه
لو تحقق ما ننادي به علي أيديهم أن التاريخ سيسطر أسمائهم بحروف من نور ،
ومع يأسي الشديد من إماكنيه تحقق هذا ، فأن إيماني بسهولة تحقق هذا عن طريق
الأفراد والشعوب إيمان شديد ،وثقتي في إننا قادرون علي تحقيق نجاحاتنا
بأيدينا لا حد لها ، المهم أن تتوافر العزيمه ، والمثابره والرغبة الأكيده
لدي الجميع في تحقيق التقارب والسعي إلي النجاح لتحقيق فرحه مستحقه طال
إنتظارها .